العربية

دليل شامل للتعرف على إدمان ألعاب الفيديو، وفهم آثاره، والعثور على موارد للمساعدة والدعم عالميًا.

فهم إدمان ألعاب الفيديو: التعرف على العلامات وطلب المساعدة

أصبحت ألعاب الفيديو جزءًا لا يتجزأ من الترفيه الحديث، حيث تقدم تجارب غامرة وتواصلًا اجتماعيًا للملايين في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، بالنسبة لبعض الأفراد، يمكن أن يتحول اللعب من نشاط ترفيهي إلى سلوك قهري، مما يؤدي إلى ما يُعرف باسم إدمان ألعاب الفيديو. يهدف هذا الدليل إلى تقديم فهم شامل لإدمان ألعاب الفيديو، وعلاماته التحذيرية، وعواقبه المحتملة، والموارد المتاحة لمن يطلبون المساعدة.

ما هو إدمان ألعاب الفيديو؟

على الرغم من عدم الاعتراف به رسميًا كاضطراب مستقل في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، إلا أن "اضطراب الألعاب عبر الإنترنت" (IGD) مُدرج كحالة تستدعي المزيد من البحث. وقد أدرجت منظمة الصحة العالمية (WHO) "اضطراب الألعاب" في المراجعة الحادية عشرة للتصنيف الدولي للأمراض (ICD-11) كإدمان سلوكي. ويعكس هذا الإدراج اعترافًا متزايدًا بالضرر المحتمل المرتبط باللعب المفرط وغير المنضبط.

يتميز إدمان ألعاب الفيديو، أو اضطراب الألعاب، بنمط مستمر ومتكرر من سلوك اللعب الذي يهيمن على حياة الفرد، مما يؤدي إلى ضائقة كبيرة أو ضعف في الأداء الشخصي أو الأسري أو الاجتماعي أو التعليمي أو المهني أو غيرها من مجالات الأداء الهامة. من المهم التمييز بين اللعب بحماس والإدمان الإشكالي. يكمن الفارق الرئيسي في تأثير اللعب على جوانب الحياة الأخرى.

التعرف على علامات إدمان ألعاب الفيديو

قد يكون التعرف على إدمان ألعاب الفيديو تحديًا، حيث يمكن أن يكون الخط الفاصل بين عادات اللعب الصحية والسلوك الإشكالي غير واضح. إليك بعض العلامات الرئيسية التي يجب الانتباه إليها:

الانشغال الذهني:

أعراض الانسحاب:

التحمّل:

فقدان السيطرة:

الخداع:

العواقب السلبية:

مثال: طالب جامعي في كوريا الجنوبية يتغيب باستمرار عن المحاضرات للعب ألعاب عبر الإنترنت، مما يؤدي إلى رسوبه في المواد وطَرْده في النهاية. يعزل نفسه عن الأصدقاء والعائلة، مفضلاً العالم الافتراضي على التفاعلات الواقعية. يوضح هذا السيناريو العديد من العلامات الرئيسية لإدمان ألعاب الفيديو: إهمال المسؤوليات، والعزلة الاجتماعية، والمشاكل الأكاديمية.

العوامل المساهمة في إدمان ألعاب الفيديو

يمكن أن تساهم عدة عوامل في تطور إدمان ألعاب الفيديو، بما في ذلك:

مثال: مراهق في ألمانيا، يعاني من القلق الاجتماعي والتنمر في المدرسة، يجد العزاء والقبول في لعبة متعددة اللاعبين عبر الإنترنت. توفر اللعبة إحساسًا بالانتماء والسيطرة يفتقر إليه في حياته الحقيقية، مما يدفعه إلى قضاء المزيد من الوقت في اللعب وإهمال واجباته المدرسية وعلاقاته الاجتماعية.

تأثير إدمان ألعاب الفيديو

يمكن أن يكون لإدمان ألعاب الفيديو تأثير كبير على جوانب مختلفة من حياة الفرد:

الصحة الجسدية:

الصحة النفسية:

الأداء الاجتماعي والأكاديمي/المهني:

طلب المساعدة والعلاج

إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه يعاني من إدمان ألعاب الفيديو، فمن المهم طلب المساعدة. إليك بعض الموارد وخيارات العلاج المتاحة:

استراتيجيات المساعدة الذاتية:

المساعدة المتخصصة:

موارد عالمية:

يختلف الوصول إلى الموارد حسب البلد والمنطقة. إليك بعض السبل العامة التي يمكن استكشافها:

أمثلة على الموارد حسب المنطقة (ملاحظة: هذه ليست قائمة شاملة وقد يختلف التوفر):

من الضروري أن نتذكر أن طلب المساعدة هو علامة قوة وليس ضعفًا. يمكن أن يؤدي التدخل المبكر إلى تحسين فرص التعافي الناجح بشكل كبير.

استراتيجيات الوقاية

تعتبر الوقاية من إدمان ألعاب الفيديو أمرًا بالغ الأهمية، خاصة لدى الأطفال والمراهقين. إليك بعض الإجراءات الوقائية:

مثال: تضع عائلة في السويد قاعدة "لا شاشات" أثناء وقت العشاء وتشجع أطفالها على المشاركة في الأنشطة الخارجية والرياضة. كما أنهم يجرون مناقشات عائلية منتظمة حول السلامة عبر الإنترنت والاستخدام المسؤول للتكنولوجيا. يساعد هذا النهج الاستباقي على تعزيز عادات التكنولوجيا الصحية ويقلل من خطر إدمان ألعاب الفيديو.

الخاتمة

إدمان ألعاب الفيديو قضية معقدة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على صحة الفرد الجسدية والنفسية والاجتماعية. يعد التعرف على علامات الإدمان، وفهم العوامل المساهمة فيه، وطلب المساعدة خطوات حاسمة نحو التعافي. من خلال تعزيز عادات اللعب الصحية، وتشجيع التواصل المفتوح، وتوفير الوصول إلى الموارد المناسبة، يمكننا مساعدة الأفراد على الاستمتاع بفوائد ألعاب الفيديو دون الوقوع فريسة لمخاطرها المحتملة. تذكر، طلب المساعدة هو علامة قوة، والتعافي ممكن.